السيارة لكي ينزل العجلة السليمة جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف سقط مصاباً إصابات بالغة . شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف مظهره عندما حملناه سمعناه يهمهم ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي سبحان الله لا تقول هذا مصاب الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه بل هو على ما يبدو على مشارف الموت .
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل يرتل القرآن لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف لمست يده قلبه أنفاسه لا شيء فارق الحياة
نظرت إليه طويلاً سقطت دمعة من عينيأخفيتها عن زميلي. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد ماتانطلق زميلي في بكاءأما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
وصلنا المستشفى أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريقإنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعتهوسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها
من الغد غص المسجد بالمصلين صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة
استقبل أول أيام الآخرة وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا